دون اي مقدمات هل اصبحت نقاط التفتيش التابعه للحكومه هي نقطة لتلفيق التهم , ام ان هذا لهو نوع من الاستفزاز ممارس بشكل منظم ضد المواطن الغلبان ؟
هل نقاط التفتيش هي محور ارتكاز تنطلق من خلالها سلسلة انتهاكات للقانون الفلسطيني ولحقوق الانسان ولكرامة المواطن ؟
منذ فترة ليست بالبسيطة توقفت عن التدوين وعن الكتابة ولكن اعود اليوم لكي افضح جريمة منظمة تمارس بشكل بشع على اعلى مستوياتها بحق المواطن الغلبان , مسرحية عشتها بكل فصولها حتى الاخراج النهائي اليكم تفاصيل تلك المسرحية والتي انا على يقين بأن الكثير قد وقع ضحيتها .
مساء هذا اليوم ذهب الى مدينة خانيونس لوجود مناسبة عند احد الأقارب , وعند عودتي لمدينة غزة بسيارة تفاجئت وبصحبتي اثنين من اقاربي بوجود نقطة تفتيش تابعه لجهاز المباحث - وهذا ما عرفته عند انتهاء المسرحية - طلبوا منا الوقوف على يسار الطريق , فتوقفنا , سألنا أحدهم من اين اتيتم فقلنا من مدينة خانيونس , فسأل مرة أخرى هل جميعكم اقارب او اصحاب , قلنا نعم , قال اذن انزلوا من السيارة نريد تفتيشكم , نزلنا جميعا واذ بأحدهم دون اي مقدمات يريد وضع يده في جيبي , فأوقفته وقلت له هذا ممنوع لا يجوز لك تفتيشي , فسألني , ومين انتا لحتى تمنعني , فقلت له , انا اسمي حازم عفانة محامي , قال لي : وشو يعني محامي لتكون بدك تعلمني القانون , قلت له العفو ولكن هناك اجراءات قانونية يجب ان تتبعها , فقال لي : وشو هادي الاجراءات القانونية , قلت له عرفني عن حضرتك واعطني امر التفتيش , فرد قائلاً : انا نسيت اسمي ! مش عارف شو اسمي , وبعدين انا مباحث بعمل يلي بدي اياه وبدون اي أوامر تفتيش وهادا شغلنا واحنا بنشتغل بدون اوامر ولا كنك انتا بتفهمش بالقانون ! واستمر قائلاً احنا مباحث يا حبيبي يعني بدناش لا اوامر ولا حاجة, قلت له : ومن قال لك ذلك : أجابني : شو انتا بدك تلعمني القانون انتا كزاب انتا مش محامي فأخرجت بطاقتي له , فقال لي برضوا كذاب , قلت له باختصار لن تمسني ولن تقوم بتفتيشي حتى تتبع القانون في ذلك , قام برفع صوته وكاد ان يضربني وقال لي : تعال اوقف هناك جنب الحيط , فرفضت بالبداية , ولكنه امسك بي هو وشرطي آخر واصطحبني وهو ممسك بي , يوجهني ويقول لي , قف هنا , لأ لقدام شوية , على يمينك , ايوون بالزاوية هادي , هنا بدأت اشعر بحجم الاهانة التي بدأت توجه لي شعرت بالظلم الواقع الحقيقي المؤلم , ولكن هذا امر بسيط بحجم ما حدث بعد ذلك . وقف أحدهم الى جانبي والاخر تحرك بنفس الطريق التي ساقوني منها , واذ به ينحني على الأرض وبصوت شخص في قمة الاستغراب يقول , واه شو هادا واذا به يلتقط من الارض شريط دواء , ثم ينتقل الى منطقة أخري وهو يبحث و مرة اخرى التقط شريط آخر , ووجه لي سؤال : شو هادا ؟ قلت له انتا تعرف ما هذا أكثر مني فأنت المدبر فيجب انت تعرف , فأنا لم اراه سوا الان , فوجهت سؤالي له شو يلي لقيته فقال لي " ترمال " ولمن يجهل " الترمال هي مادة محظورة وقد تم اعتبارها مادة من العقاقير الخطرة " , ثم بدأ من حولي من الشرطة يبحثون على الارض وكأنني فرشت الارض " ترمال " أو بمعنى آخر وكأن السماء مفتوحه صيدلية وبدأت تنثر حبات واشرطة الترمال , فقلت له ممكن " ممكن اشوف اللي لقيته فأمتنع وقام بوضعه بجيبه , فقلت له " أهو استعباد أم تهمه جاهزة ؟ قال لي , قف مكانك سنتخذ الاجراءات القانونية بحقك , قلت له : لا انت ولا من وضعك هنا يستطيع أن يمسني أو يوقفني اتقوا الله في هذا الشعب الذي يدفع ثمن جهالتكم وافتراءكم , فرفعت هاتفي لكي أعمل مكاملة من خلالها استطيع ايقافهم عند حدهم , الا انهم رفضوا ذلك , وبعدها بثواني بسيطة قال لي : اسمع اركب السيارة وروح عبيتكم , قلت له حاضر ولكن هل لي ان اتعرف بشخصك فرفض , ذهبت للآخر وسألته نفس السؤال , فرفض ايضاً وقال لي اذهب للملازم واسأله , ذهبت له وسألته نفس السؤال , فرفض مبدئياً ثم قام بالتعريف عن نفسه , ثم نادا علينا الشرطي الثاني وقال لنا بالحرف الواحد بعد أن اشار إلى رأسة وعلى الكسكيت " الطاقية أو البريه " فقال لنا , أينما تجدون هذا في حكومة حماس قفوا أماكنكم ولا تتحركوا , اضربوا سلام لهذا ولا تتحدثون بأي كلمة !! هنا كانت النهاية لهذه المسرحية التي اتقن هؤولاء الرجال فن لعب ادوارها , فحزنت كثيرا وكنت اتمنى أن يكونوا على قدر أكبر من المسؤولية فهم رجال لانفاذ القانون وليس فوق القانون ومن كان يجهل القانون عيباً ان يوكل اليه هذه المسؤولية , فانتم الاكثر حرصاً على حماية المواطن وليس اتهام المواطن , وعليه ادعوا كافة الهيئات ومؤسسات حقوق الانسان والمؤسسات الأمنية وعلى رأسها ضباط الشرطة الذين يرفضون مثل هذه الممارسات التي من شأنها زعزعت امن واستقرار المواطن بادانته وتفعيل دور الرقابة على كافة الأجهزة الامنية حتى لا يفتح المجال امام رجل الأمن بارتكاب افظع الجرائم التي من شأنها ان تمس كرامة المواطن وأن تمس سمعته وشرفه التي كفلتها له كافة القوانين والمواثيق والعهود الدولية والمحلية .